(سوق الافكار …)
بقلم الكاتبة العراقية : عبير عبد الغفور محمد
البعض من الناس يتاجر بأمواله وكل ممتلكاته من عمارات وقصور وسيارات …
والبعض الاخر يتاجر على حجم مستوى معيشته فنراه يتاجر بسوق الخضار بالطماطم والبصل وغيرها …
لكن المهم بالموضوع ان ما يدير تلك التجارتين هي الافكار ، لذلك فالبعض من الناس يتاجر بافكاره واسمحوا لي
ان اطلق على هذه الحاله (بسوق الافكار) لان الافكار قد تسرق مثل اي سلعه في السوق …
فبداية اي مشروع ناجح هو (الفكره) واذا سرقها شخص ما قبلك وباشر بالمشروع فقد يكون مشروعك فاشل
لان شخص ما قبلك قد استثمر فكرتك…
وقد تباع الافكار مثل القصص …لديك خيال خصب ..لديك مقدره على الكتابه والابداع لكنك تحتاج الى( الفكره)
لتكتب عنها وتبدع فيها وبعد ذلك يمكنك بيعها لدار نشر وتحفظ بذلك حقوق القصة للناشر وتعود الارباح اليك
والى دار النشر وبذلك تكون قد استثمرت افكارك وتاجرت بها ..
اما في رسائل الماجستير والدكتوراه فانك تحتاج الى فكره باختصاصك لتكتب بها بحثك الذي سوف يكون
كنز ثمين ومرجع اساسي للباحثين ..
وفي السوق يزداد الطلب على حاجه معينة ونتيجة للزياده على هذا الطلب تزداد الافكار وتتنوع حسب
حاجة المستهلك ، وكذلك اذا اردت مثلا فتح محل جديد في منطقه معينه فيجب عليك اولا ان تفكر ( ماذا
تحتاج هذه المنطقه ؟ او ماهو النقص فيها ؟)
حتى في القنوات الفضائية فنحن نراها تتنافس مع بعضها بالافكار فتتميز كل قناة عن الاخرى بفكرتها مثل
فكرة قناة افلام كارتونspacestoon وقناة الطبخfatafeat وقناة الافلام وقناة المسلاسلات وقنوات الاخبار
مثل الجزيرة والعربية وقناة الافلام الوثائقية …..الخ
اسمحوا لي لا استطيع عدها فهي اكثر من 300 قناة في قمر نايلسات ، ولكن سر نجاح كل قناة عن الاخرى
هو التميز بالفكره …
لذلك فنحن انانيون بأفكارنا الى حين تطبيقها بصوره رسميه بصوره تحفظ لنا حقوقنا فيها ، وبرأيي ان للافكار
سوق كبير يتصف دائماً بالسريه والكتمان بين البائع والمشتري الى حين عقد الصفقة وتحقيق النجاح …
ولكن مثل اي سوق يوجد فيه لصوص والفرق ان السلعة التي قد تسرق منك تستطيع ان تشتريها مرة اخرى
لكن الفكره اذا سرقت منك فأنها لاتعود ولن تستطيع المطالبه بها لانك لاتمتلك على السارق اي دليل …